اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله الجزء : 1 صفحة : 237
قال: اقعد يا غلام، اكتبها، فلما فرغ منها قال: يا غلام، اضرب عنقه، والله لا تبخبخ بعده لأحد.
[منصور النمري]
أنشد منصور النمري[1] الرشيد يوما من الأيام قصيدة يقول فيها: [2] [الوافر]
بني حسن ورهط بني حسين ... عليكم بالسّداد من الأمور
فقد ذقتم قراع بني أبيكم ... غداة الرّوع بالبيض الذكور
وحين شفوكم من كلّ وغم ... وضمّوكم إلى كنف وثير [3]
وجادتكم على ظمأ قديم ... سماء من نوالهم الغزير [4]
وما كان العقوق لهم جزاء ... بنعمتهم إدراك الثّؤور [5]
وإنّك حين تبلغهم أذاة ... وإن ظلموا لمحزون الضمير
[84 ظ] قال: فقال هارون: كأنك والله في قلبي [6] . [1]منصور النمري: منصور بن الزبرقان بن سلمة بن شريك النمري، من بني النمر بن قاسط، شاعر من أهل الجزيرة الفراتية، كان تلميذ كلثوم بن عمرو العتابي، واتصل بهارون الرشيد فمدحه وفاز بعطاياه، وكان النمري يظهر للرشيد أنه عباسي منافر للشيعة العلوية، وله شعر في ذلك، وروى العتابي أبياتا للنمري فيها تشيع للعلوية، فغضب الرشيد وأرسل من يجيئه برأسه من بلدته برأس العين في الجزيرة، فوصل الرسول في اليوم الذي مات فيه النمري سنة 190 هـ.
(جمهرة الأنساب ص 284، الشعر والشعراء ص 835- 838، تاريخ بغداد 13/65- 66، الأغاني 12/16- 24، سمط اللآلىء ص 336، النويري 6/213) . [2] الأبيات من قصيدة في مدح هارون الرشيد في شعر منصور النمري ص 77- 88، جمع وتحقيق الطيب العشاش، ط- مجمع اللغة العربية، بدمش 1981.
[3] الوغم: الحقد والحمق، وفي شعر النمري: (من كل وتر) .
[4] في شعر النمري: (على ظمأ شديد سقيتم من نوالهم الغزير) .
[5] في شعر النمري: (بفعلهم وآدى للثؤور) . [6] وقيل: إن الرشيد حين سمع القصيدة قال للفضل بن الربيع: خذ بيد النمري فأدخله بيت المال، ودعه يأخذ ما شاء، فأدخلني وليس فيه إلا سبع وعشرون بدرة، فاحتملتها. (طبقات ابن المعتز ص 245) .
اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله الجزء : 1 صفحة : 237